في حلب : الاتحاد كسب القمة

تابع الاتحاد نتائجه وعروضه القوية وحسم لقاء الزعامة بفوز غالي على المتصدر الكرامة وألحق به الخسارة الأولى هذا الموسم في مباراة دراماتيكية شهدت تقلبات وفواصل مثيرة بحيث قلب أهل الدار تأخرهم إلى انتصار مظفر وسط فرح وهستيريا على المدرجات وبذلك يكون الاتحاد قد اتختتم نهاية مرحلة الذهاب بأحلى وأبها صورة على الإطلاق .

الجولة الأولى شهدت حذر واضح منذ البداية وخاصة من قبل الاتحاديين مع سيطرة نسبية وأريحية للكرامة بفضل التفوق الميداني الذي أحدثه خط وسطه في الشقين الدفاعي والهجومي نتيجة غياب الرقابة اللصيقة والضغط على حامل الكرة بالإضافة للمساحات الكبيرة والضعف الواضح في الخاصرة اليمنى لأصحاب الأرض حيث تعامل الكرامة بها بدقة متناهية واستثمرها بشكل صحيح فكانت ممر عبور ناجح للوصول للمرمى الاتحادي وصال وجال مهاجميه الشعبو والحموي دون رقيب ومع تقدم الوقت ظهرت خطورة الضيوف عبر الأطراف فهرب الشعبو وسدد كرة ارتمى عليها الكركر كما جرب الآغا بواحة قبض عليها البلحوس وهي الشرارة التي ألهبت اللقاء عبر دقائق مجنونة ليتمكن الكرامة من ترجمة أفضليته وتحديداً في الدقيقة / 18 / عندما هرب الحيان من آخر مدافع داخل الجزاء ولعب كرة على طبق من ذهب للشعبو الذي عالجها بالشباك مفتتحا أهداف المباراة ليفاجئ الحموي الجميع بالهدف الثاني وبعد أقل من نصف دقيقة بحيث تجاوز الطراب وسدد كرة بالزاوية الضيقة لمرمى الكركر لتمر من تحته وتتهادى في الشباك مرجحا كفة فريقه ولتذهب رأسية الشعبو بجوار القائم الأيسر ووفقا لما سقناه فقد بات الوضع محرجاً للكتيبة الحمراء ، وعلى هدير جماهيرهم استفاق الاتحاديين بغية تحسين صورتهم وشنوا عدت هجمات خطيرة فأبعد العباس كرة الآغا من أمام المرمى ومالت الكفة لهم وسط تراجع للكرماويين الذين اعتمدوا الهجمات المعاكسة التي لم تخلوا من الخطورة فوقف الكركر في وجه كرتي فراس والشعبو ومع الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع يتمكن الاتحاد من تقليص الفارق اثر هجمة منظمة اخترق بها غوميز جزاء الكرامة ومرر كرة للآمنة الذي أصلحها للريحاوي المندفع فأطلقها من قلب محروق لترتطم بفابيو وتتابع طريقها للشباك معيداً الأمل لفريقه بالعودة للمباراة .

جولة ثانية جاءت أكثر سخونة من سابقتها وختم الاتحاديين هذا الشوط بالشمع الأحمر بالسيطرة على أحداثه بعد أن حشدوا كاملة طلقاتهم وعلى ما يبدو فان استراحة مابين الشوطين كانت مهمة لتلافي نقاط الضعف ( بالتبديلات الموفقة للروماني تيتا ) إضافة لشحذ الهمم والدخول بقوة وسط إصرار واضح على التعديل بهجوم ضاغط عبر القالب الهجومي المبكر الذي أعلنته حرة العيان حيث تكفل المدافعين بإبعادها بينما نسج الكرامة على نفس المنوال معتمداً إشهار سلاح المرتدات بحثا عن لدغ مرمى الخصم وخلق لنفسه فرص عديدة للتسجيل لكن الخبير محمود كركر وقف كالسد المنيع في وجه كرة عاطف وانفرادة الشعبو وبمجهود فردي يتوغل الآمنة داخل المربع الكبير لتذهب الكرة للريحاوي الذي عالجها عالماشي في سقف المرمى مدركاً التعادل لتزداد الإثارة ويرتفع الأداء رويداً رويداً ويرتقى المستوى من كلا الطرفين ولينكشف خط الدفاع الاتحادي أمام مهاجمي الكرامة في الكثير من المناسبات ومن إحداها يواجه الحموي الكركر لكنه يخفق بالتسجيل ليتحصل الاتحاد على حرة مباشرة وبالتخصص ينفذها يوسف شيخ العشرة ويرسلها في المقص الأيسر لمرمى البلحوس الذي وقف عاجزاً حيالها ومع الدفع بمهند إبراهيم والعودة عاد الكرامة لخطورته فسدد الحموي واحدة وهو بالقرب من المرمى ردها الكركر ليطيح آغا الاتحاد بفرصة التعزيز بعد أن سدد بقدم البلحوس وهو بحالة انفراد ومع تراجع الاتحاديين للحفاظ على النتيجة وضح اعتماد الكرامة على المناولات وإرسالها في ظهر خط الدفاع الاتحادي لكن كل ذلك لم يثمر عن شيء بفضل التماسك عبر سد منيع شيده أصحاب الأرض من خلال الزيادة العددية التي حجبت الخطورة عن مرماهم ليعلن الحكم نهاية المباراة بفوز مؤزر وهو الأغلى للاتحاد مع بداية العام الجديد .

مدرب الاتحاد الروماني تيتا : الكرامة كان الأفضل بالشوط الأول فقد تملك لاعبينا الخوف والرهبة وهذا ما شكل ارتباك لدينا ولم يكن هناك مراقبة وتغطية صحيحة ما أدى لتعرضنا لهدفين مباغتين نتيجة تفوق لاعبي الخصم علينا ، عملنا على ترتيب الأوراق من جديد بحيث تم الدفع بعبادة والعيان وطلبت من الفريق تسريع الأداء والوتيرة حتى نستطيع أن نحدث خلل وفجوة في دفاعاتهم وكان لنا ما أردنا وحصلنا على مبتغانا ، الكرامة كان مميزاً بالحصة الأولى بينما سيطرنا على الحصة الثانية والنتيجة عادلة .

تغيب المدرب محمد قويض عن المؤتمر الصحفي لأسباب لا نعلمها وحل عوضاً عنه ماهر بيرقدار وقال : من الطبيعي عندما لا تستطيع أن تسجل من الفرص العديدة التي أتيحت لك أن يسجل عليك وهكذا حال كرة القدم البداية كانت جيدة بالنسبة لنا حيث تمكنا من تسجيل هدفين وهذا ما منح اللاعبين نوع من الطمأنينة فحدث تراخي من البعض ودفعنا ثمنه بالهدف الذي تلقيناه قبل نهاية الشوط الأول ما أعطى الاتحاد حافز وروح للتعديل ولعبوا على الفوز الذي تحقق لهم رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا ولم نحسن استغلالها ومبروك الفوز للاتحاد .