الأماكن الأثرية في قارة: 1.الجامع الكبير: |
الباب الرئيسي للجامع الكبير |
يُعتقد أن بناءه الأصلي كان معبداً في العصر الروماني قبل الميلاد، ثم حُوِّل إلى كنيسة في العصر البيزنطي عام 325 ميلادي سميت بكنيسة القديس نيقولاوس، وفى العصر المملوكي حُول إلى جامع بأمر من السلطان الملك الظاهر بيبرس عام 664 هـ الموافق لعام 1266 ميلادي وما زال مستخدماً حتى الآن.
وقد كُتب فوق الباب الرئيسي للجامع النص القديم التالي: "أمر بإنشاء هذا الجامع المعمور بذكر الله تعالى مولانا السلطان الملك الظاهر العالم العادل المجاهد المرابط المظفر المنصور ركن الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين سيد الملوك والسلاطين اسكندر الزمان صاحب القرآن خادم الحرمين ملك القبلتين وارث الملك سلطان العرب والعجم والترك أبي الفتح بيبرس الصالحي قسيم أمير المؤمنين خلد الله سلطانه وذلك عند اجتياز هذا المكان في ذي الحجة سنة أربعة وستين وستمائة بنيابة الأمير عز الدين أيبك السلحدار بحمص ومباشرة ناصر الدين بن سلام بقارة "
وقد كتب أيضاً النص التالي على مئذنة الجامع: "بسم الله الرحمن الرحيم. جددت هذه المئذنة في أيام الإمام العالم القاضي شمس الدين محمدالحاكم بقارة وابن عمه الفقير إلى الله تعالى عبد الكريم الخطيب بالجامع والناظر على المكان لطف الله بهما وذلك في شهور سنة أربعين وسبعمائة"
سُجل الجامع في عداد المباني الأثرية في سوريا بالقرار الصادر عن وزارة الثقافة رقم 80/ أ تاريخ 30/ 5/ 1973.
|
كنيسة مارسركيس |
2.كنيسة مارسركيس: تعرف أيضاً باسم كنيسة "سرجيوس وباخوس"، بنيت في نهاية القرن الرابع الميلادي، ثم أهملت وتهدمت، ثم أعيد بناؤها عام 1869 ميلادي، و أهم ما يميز هذه الكنيسة هو وجود اللوحات الجدارية الأثرية, والموجودة على الجدار الشمالي الداخلي للكنيسة، ومنها أيقونة مرضعة الحليب وهي من الأيقونات النادرة على مستوى العالم، وتمثل السيدة العذراء وهي ترضع الحليب لوليدها السيد المسيح عليه السلام، كما تضم هذه اللوحات أيضاً رسوماً للقديس سرجيوس و الإمبراطور تيودوروس والقديس يوحنا المعمدان, و تتضمن بعض هذه اللوحات كتابات سريانية بالحروف الكلدانية الشرقية, إضافة لبعض الكتابات اليونانية.
3.دير ماريعقوب: |
دير مار يعقوب |
بني في القرن السادس الميلادي، وهو أقدم أديرة منطقة القلمون. يحتوي على كنيسة وطاحونة ومجموعة من الغرف، بالإضافة إلى الحظائر و المستودعات. وقد سمي الدير باسم القديس مار يعقوب المقطع الذي ولد في بلاد فارس لأسرة مسيحية غنية في بداية القرن الخامس الميلادي، إلا أنه تعرض للتعذيب وقطع أصابعه كي يرتد عن دينه، لكنه حافظ على دينه واستشهد في سبيله، ويقال أن إحدى أصابعه موجودة في هذا الدير. تعرض الدير للتخريب والإهمال، ثم تم ترميمه عام 1994 من قبل مطرانية حمص وحماة ويبرود للروم الكاثوليك، وتقيم فيه اليوم راهبات الوحدة الأنطاكية.
يعتبر الدير من الأبنية الأثرية في سوريا و المسجلة لدى المديرية العامة للآثار و المتاحف بالقرار الصادر عن وزارة الثقافة رقم 129/ آ تاريخ 11-8-1983
لمزيد من المعلومات يمكن زيارة موقع الدير على الإنترنت على الوصلة التالية:
اضغط هنا |
خان نور الدين |
4.الخانات القديمة: خان نور الدين، بني في عهد الملك نور الدين محمود الزنكي (511- 569 هـ) القرن الثاني عشر الميلادي، ويتألف من باحة تحيط بها خمسة أجنحة، وقد كان يستخدم محطة للحجاج والتجار. ويشغله حالياً ناد رياضي.
وقد سجل هذا الخان في عداد المباني الأثرية في سوريا بالقرار الصادر عن وزارة الثقافة رقم 6/ أ تاريخ 21-1-1973
يذكر أنه كان يوجد خان آخر ولكنه تهدم وبنيت مكانه مدرسة ابتدائية.
5.الأقنية الرومانية: وهي أقنية مائية قديمة، تعود إلى العصرين الروماني والبيزنطي، وقد استخدمت لنقل المياه من الينابيع في الجبل إلى وسط البلدة ومنها: قناة عين الطيبة و قناة عين القطنة و قناة عين البيضا وقناة الجامع الكبير وقناة السنسال...
وما تزال بعض هذه القنوات مستخدمة إلى اليوم.
6.أثار أخرى بائدة: توجد في قارة مجموعة كبيرة أخرى من الأبنية الآثرية البائدة، مثل الكنائس التي أقيم مكانها بيوت، وأبراج البريد مثل برج مارصوفيا وبرج عيون العلق، وقصر الحليمة في الجبل.
|
نصب معركة عيون العلق |
7.النصب التذكاري لمعركة عيون العلق: يخلد هذا النصب ذكرى شهداء معركة عيون العلق، التي وقعت في 13 آذار عام 1926 ميلادي، حيث احتشد في قارة بعض الوطنيين من مختلف مناطق سوريا بدعم ومؤازرة أهالي قارة، وذلك لمواجهة القوات الفرنسية الزاحفة لاحتلال النبك، وجرت بين الطرفين معركة عيون العلق في شمال قارة، وقد كان يقود الثوار كل من فوزي القاوقجي وسعيد العاص وميشيل نحاس، وقد استشهد في هذه المعركة الضابطين ابراهيم صدقي من دمشق وفؤاد رسلان من حمص بالإضافة إلى سبعة من رفاقهم وأربعة آخرين من شباب قارة هم: محمد الشيخ حسين ونايف قدور ومحمد عزالدين وأمين الذهب، وقد دخلت القوات الفرنسية قارة وأحرقت دار الزعيم المحلي لثوار البلدة شاكر قدور.
تم مؤخراً تجديد هذا النصب ونقله من موقعه السابق على الطريق العام القديم إلى الموقع الجديد على طريق حمص - دمشق وذلك على نفقة السيد حسن القاضي.
أحداث تاريخية هامة: 1.زيارة الرئيس جمال عبد الناصر لمدينة قارة في 25 شباط عام 1959: في زمن الوحدة بين سوريا ومصر، وفي أثناء زيارة الرئيس جمال عبد الناصر لسوريا والتي كانت تسمى بالإقليم الشمالي، كان الرئيس متوجهاً من دمشق إلى حمص، وبسبب كثافة الثلوج عند قارة، لم يتمكن الوفد من إكمال سيره فقرر الدخول إلى مدينة قارة للاستراحة ريثما تتوقف العاصفة الثلجية، وقد لقي الوفد كل ترحيب من أهالي قارة وقتها، حيث ألقى فيهم الرئيس جمال عبد الناصر الخطاب التالي من على شرفة منزل السيد شاكر قدور:
"أيها المواطنون الأعزاء:
أنا سعيد جداً بهذه الفرصة التى جعلتنى ألتقى بكم فى بلدتكم على غير ميعاد، وما أراه فى بلدتكم وما رأيته فى كل بلدة من الإقليم الشمالى للجمهورية العربية المتحدة (هتاف).. ما أراه - يا إخوانى - وما رأيته من قوة وعزم وتصميم وإيمان؛ إيمان بالمبادئ، وإيمان بالعروبة، وإيمان بالقومية العربية، إنما يمدنى بقوة كبرى، هذه القوة تستمد من قوتكم أنتم - أيها الإخوة - كما رأيتكم وكما أراكم الآن حماة العروبة وحماة القومية العربية، وكما كنتم على مر الزمن، وكما كانت سوريا على مر الزمن حفيظة على عروبتها، مكافحة من أجل حريتها، وكما كانت سوريا فى الماضى هى قلب العروبة وهى التى تدافع عن العروبة فى كل مكان، وكما كانت سوريا فى الماضى التى ترفع علم الكفاح لا من أجل قضاياها فقط ولكن من أجل القضايا العربية فى كل بلد عربى، فأنا رأيتها وأراها الآن ترفع راية الكفاح من أجل قضايا العرب جميعاً.
أنتم - أيها الإخوة - هنا فى سوريا.. قلب العروبة، قوة للعرب فى كل مكان، وأنا أستمد قوتى من هذه القوة، وبعون الله بهذه القوة وبهذه الروح وبهذا العزم وبهذا التصميم وبهذا الإيمان سنستطيع أن نبنى بلدنا وأن نتقدم دائماً إلى العلا؛ حتى نحقق الآمال، وحتى نحقق أهدافنا فى بناء بلدنا، وفى بناء القومية العربية التى آمنتم بها.
والسلام عليكم ورحمة الله. "
ذكر قارة في الكتب القديمة: 1.كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي المتوفي سنة 626 هجرية: ورد ذكر قارة في هذا الكتاب في باب القاف والألف، صفحة 2280:
"
قارة: قال ابن شميل ال
قارة: جبيل مستدق ملموم في السماء لا يقود في الأرض كأنه جثوة وهو عظيم مستدير وقال الأصمعي ال
قارة أصغر من الجبل . . . . . . و
قارة اسم قرية كبيرة على قارعة الطريق وهي المنزل الأول من حمص للقاصد إلى دمشق وهي كانت آخر حدود حمص وما عداها من أعمال دمشق وأهلها كلهم نصارى وهي على رأس
قارة وبها عيون جارية يزرعون عليها."</SPAN>
2.كتاب (المسالك والممالك) لابن خرداذبة: ورد في الصفحة 41 مايلي:
" الطريق من حمص إلى دمشق:</SPAN>
من حمص إلى جوسية ستة عشر ميلاً ثم إلى
قارا ثلاثون ميلاً ثم إلى النبك اثنا عشر ميلاً ثم إلى القطيفة عشرون ميلاً ثم إلى دمشق أربعة وعشرون ميلاً."</SPAN>
كما ورد في الصفحة 53 مايلي:
"الطريق من الرقة إلى حمص ودمشق على الرصافة:
من الرقة إلى الرصافة أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى الزّرّاعة أربعون ميلاً ثم إلى القسطل ستة و ثلاثون ميلاً ثم إلى سلمية ثلاثون ميلاً ثم إلى حمص أربعة وعشرون ميلاً ثم إلى شمسين ثمانية عشر ميلاً ثم إلى
قارا اثنان وعشرون ميلاً ثم إلى النبك اثنا عشر ميلاً ثم إلى القطيفة عشرون ميلاً ثم إلى دمشق أربعة وعشرون ميلاً."
3.كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) للمقدسي: ورد في الصفحة 101 مايلي:
"وأما المسافات فتأخذ من حلب الى بالس يومين ومن حلب الى قنسرين يوماً وكذلك الى الأثارب ومن حلب الى منبج يومين ومن حلب إلى أنطاكية خمسة أيام ومن أنطاكية إلى اللاذقية ثلاثة أيام ومن منبج إلى الفرات مرحلة. وتأخذ من حمص إلى جوسية مرحلة ثم إلى يعاث مرحلة ثم إلى بعلبك نصف مرحلة ثم إلى الزبداني مرحلة ثم إلى دمشق مرحلة. وتأخذ من حمص إلى شمسين مرحلة ثم إلى
قارة مرحلة ثم إلى النبك مرحلة ثم إلى القطيفة مرحلة ثم إلى دمشق مرحلة."
4.كتاب (البلدان) لليعقوبي: ورد في الصفحة 64 مايلي:
"ومن حمص إلى مدينة دمشق أربع مراحل: فالمرحلة الأولى جوسية: وهي من حمص. والثانية
قارا: وهي أول عمل جند دمشق. والثالثة القطيفة: وبها منازل لهشام بن عبد الملك بن مروان ومنها إلى مدينة دمشق.". . .
5.كتاب (العبر في خبر من غبر) للذهبي: لقد ذكر الذهبي في تاريخه (العبر في خبر من غبر) في الصفحة 774: خبرالسلطان الظاهر بيبرس مع قارة عام 664 للهجرة بشكل مقتضب حيث يقول:
. . . "سنة أربع وستين وست مئة فيها غزا الملك الظاهر وبث جيوشه بالسواحل فأغاروا على بلاد عكا وصور وطرابلس وحصن الأكراد. ثم نزل على صفد. في ثامن رمضان وأخذت في أربعين يوماً بخديعة ثم ضربت رقاب مئتين من فرسانهم وقد استشهد عليها خلق كثير. وفيها استباح المسلمون
قارة وسبي منها ألف نفس وجعلت كنيستها جامعاً.". . .
6.كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) للنويري: ذكر النويري في كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) قصة دخول السلطان الظاهر بيبرس إلى قارة، في الصفحتين (6971-6972) حيث قال:
"قتل أهل
قارة وسبي ذراريهم:
لما توجه السلطان من دمشق ليلقى عساكره الواردة من سيس مر ب
قارا في سادس ذي الحجة فأمر بنهبها وقتل من بها.
وكان سبب ذلك أن بعض الركابية كان قد خدم الطواشي مرشد مقدم العسكر بحماة لما عاد من الخدمة السلطانية كما تقدم ووصل إلى منزلة العيون مرض بها وبات ولم يشعر به الطواشي. فأتاه رجلان من أهل
قارة وتوجها به إليها ليضيفاه، فأقام عندهم ثلاثة أيام حتى عوفي، ثم أخذاه بالليل وتوجها به إلى حصن أكراد فأباعاه بها بأربعين دينارا صورية.
واتفق في تلك السنة توجه بعض تجار دمشق إلى حصن الأكراد لابتياع أسرى، فاشترى ذلك الركابي في جملة ما اشتراه وحمله إلى دمشق وأطلقه، فخدم بعض الجند وخرج فيمن فرج السلطان.
فلما وصل إلى
قارا حضر الركابي إلى مجلس الأمير فارس الدين الأتابك وأنهى إليه صورة الحال، فسأله هل يعرف الذي باعه؟ قال: "نعم". فسير معه جاندارية، فتوجه ووجد أحد الرجلين فقبض عليه وأحضره. فأنهى الأتابك ذلك إلى السلطان فأحضرهما بين يديه، وتقابلا فأنكر القارى. فقال الركابي: "فأنا أعرف بيته وما فيه"، فعند ذلك اعترف القاري، وقال "ما أنا أفعل هذا جميع ب
قارا يفعله".
وكان قد حضر من
قارا رهبان بضيافة إلى باب الدهليز، فأمر السلطان بالقبض عليهم، وركب بنفسه وقصد الديرة التي خارج
قارا، فقتل من بها ونهبها ثم عاد وأمر العسكر بالركوب، وقصد التل الذي بظاهر
قارا من جهة الشمال، واستدعى أبا العز الريس بها، وقال له: "نحن بقصد الصيد فمر أهل
قارا بالخروج بأجمعهم".
فخرج منهم جماعة إلى ظاهر القرية فلما أبعدوا عنها أمر بضرب رقابهم فضربت ولم يسلم منهم إلا من هرب واختفى بالعمائر والآبار، وعصى بالأبرجة بها جماعة فأمنوا وأخذوا أسرى، وكانوا ألفا وسبعين نفرا من رجل وامرأة وصبي وانتمى جماعة إلى أبي العز ريسها فأطلقهم السلطان له ثم أمر بتوسيط الرهبان الذين حضروا بالضيافة فوسطوا. وتقدموا إلى العسكر بنهب
قارا فنهبوها، ثم أمر أن يجعل كنيستها جامعا، ونقل إليها الرعية من التركمان وغيرهم حتى شحنها بالناس، ورتب فيها خطيبا وقاضيا، وكانت قبل ذلك يسكنها النصارى.
وكان السبب في إبقاء الرئيس أبي العز أن السلطان الملك الظاهر لما ساق خلف التتار بعد وقعة عين جالوت مر ب
قارا فخرج إليه هذا الرئيس واضافه، فرعى السلطان له ذلك وأحسن إليه.
وبيعت أولاد أهل
قارا فتربوا بين المماليك وتكلموا باللغة التركية ثم صاروا بعد ذلك أجنادا، وتأمر منهم جماعة وتولوا الأقاليم الكبار والمناصب بالديار المصرية، وتمولوا. قال: ولما فرغ السلطان من قتل أهل
قارا ونهبها توجه إلى حماة فعيد بها عيد الأضحى، وسار منها إلى أفاميا، ورحل للقاء العساكر في ثالث عشر ذي الحجة."
7.كتاب (تاريخ أبي الفداء) لأبي الفداء: أما أبو الفداء في تاريخه (تاريخ أبي الفداء) فقد مر على ذكر قارة في مواضع عديدة ومن بينها قصة
قارا مع السلطان بيبرس في الصفحة 867:
”ذكر قتل أهل
قارا ونهبهم:
وفي هذه السنة (664) عند توجه الملك الظاهر بيبرس من دمشق لملتقى عساكره العائدة من غزوة بلاد سيس لما نزل على
قارا بين دمشق وحمص أمر بنهب أهلها وقتل كبارهم فنهبوا وقتل منهم جماعة لأنهم كانوا نصارى وكانوا يسرقون المسلمين ويبيعونهم بالخفية إلى الفرنج وأخذت صبيانهم مماليك فتربوا بين الترك في الديار المصرية فصار منهم أجناد وأمراء."
كما ورد في نفس الكتاب و في الصفحة 1056 خبر الطاعون الذي اجتاح بلاد العرب سنة تسع وأربعين وسبعمائة وضمن البلاد ذكر قارة حيث قال:
. . . " ثم ارتفع ونجم وهجم على العجم وأوسع الخطا إلى أرض الخطا وقرم القرم ورمى الروم بجمر مضطرم وجر الجرائر إلى قبرس والجزائر ثم قهر خلقاً بالقاهرة وتنبهت عينه لمصر فإذا هم بالساهرة وأسكن حركة الإسكندرية فعمل شغل الفقراء مع الحريرية. ومنها:
إسكندرية ذا الوباء سبع يمد إليك ضبعه
صبراً لقسمته التي تركت من السبعين سبعه
ثم تيمم الصعيد الطيب وأبرق على برقة منه صيب ثم غزا غزة وهز عسقلان هزة وعك إلى عكا واستشهد بالقدس وزكى فلحق من النهار بين الأقصى بقلب كالصخرة ولولا فتح باب الرحمة لقامت القيامة في مرة ثم طوى المراحل ونوى أن يحلق الساحل فصاد صيداً وبغت بيروت كيداً ثم صدد الرشق إلى جهة دمشق فتربع ثم وتميد وفتك كل يوم بألف وأزيد فأقل الكثرة وقتل خلقاً ببثرة.
ومنها:
أصلح الله دمشقاً وحماها من مسبه
نفسها خست إلى أن تقتل النفس بحبه
ثم أمر المزه وبرز إلى برزة وركب تركيب مزج على بعلبك وأنضد في
قارة قفا نبك ورمى حمص بجلل وصرفها مع علمه أن فيها ثلاث علل ثم طلق الكنة في حماة فبردت أطراف
يا أيها الطاعون إن حماة من خير البلاد ومن أعز حصونها
لا كنت حين شممتها فسممتها ولثمت فاها آخذاً بقرونها
ثم دخل معرة النعمان" . . . .
(ملاحظة: ذكرنا النص كاملاً ليلاحظ القارئ القيمة التي كانت عليها قارة لتذكر بين تلك المدن العظيمة من الجزائر إلى معرة النعمان)