حصل السوريان "عبد العزيز عمر "و "رضوان احمد "على براءة اختراع لتمكنهما من تصنيع جهاز تحكّم قابل للبرمجة يلعب دورا هامّاً في عملية الأتمتة الصناعية, ويتم الآن تجريب الجهاز وتشغيله في معمل إسمنت طرطوس .
المُخترع "رضوان أحمد " اصطحب عكس السير في جولة ميدانية لشرح آلية عمل الجهاز الذي أعاد إلى الحياة فيلتر المعمل المتوقف منذ سنة التركيب (1982).
وعن مزايا الجهاز قال المهندس رضوان " للجهاز ميزات عملية تتلخص في تكيفه وبشكل كامل مع أداء الآلة أو خط الإنتاج ومع الأجهزة المحيطية التي يمكن ربطها معه والمصنعة من قبل شركات عالمية ويمكن الاعتماد عليه في عملية الأتمتة الصناعية وقابليته الكبيرة للتحديث والتطوير".
وعن استخدامات الجهاز أضاف قائلاً " هذا الجهاز يستخدم في مجال الأتمتة الصناعية و يمكن برمجته حسب متطلبات العمل للمكنات ولخطوط الإنتاج بحيث يأخذ الأشكال التالية :
1- منظومة عمل PLC للتحكم بخطوط الإنتاج لمكنات التعبئة.
2- منظومة تحكم بفلتر كهربائي حسب طبيعة عمل هذا الفلتر وعدد مراحله .
3- مراقب دوران للمحركات ولمدة زمنية حسب متطلبات العمل أو حسب السرعة .
4- وحدة تحكم رقمية لغسالة ( غسالة أوتوماتيكية رقمية ) .
5- منظومة تحكم بخلية وزن.
6- جهاز للتحكم بالروافع الجسرية ( سلكيا ولاسلكيا ).
7- منظومة للتحكم اللاسلكي عن بعد باستخدام أمواج راديوية.
8- منظومة للتحكم بمصعد كهربائي.
9- منظومة للتحكم بعمل ضاغط .
10- وحدة تحكم رقمية لكرسي أسنان .
11- وحدة تحكم تعمل كمانع فاز.
12- وحدة تحكم تعمل كقاطع كهرومغناطيسي(contactor).
كما أنّ لهذا الجهاز وحدة إظهار ( Display Unit ) لمراقبة سير العمل وللأعطال.
وعن أهمّية هذا الجهاز شرح المهندس رضوان " تأتي أهمية عملية الأتمتة الصناعية في المصانع والمعامل والآلات من عاملين:
الأول التوفير المالي : فعندما نتحدث عن عملية أتمتة لمنشأة ما فهذا يعني أننا نتحدث عن توفير في القطع الكهربائية اللازمة في عملية التحكم,فالتحكم الكلاسيكي الكهربائي يحتاج إلى الكثير من القطع الكهربائية,وعند حدوث تعديل ما ومهما كان بسيطاً فهذا يعني شراء جديد لهذه التجهيزات أما باستخدام منظومة العمل (PLC) فإنه يعني إلغاء لهذه القطع الكهربائية إذ يصبح التحكم من خلال هذه المنظومة وعبر البرنامج الخاص بالتحكم وعند أي تعديل فهو يتم برمجياً فقط وبالتالي يتم فقط شراء هذه المنظومة فقط بدون أي تكاليف إضافية وبالتالي توفير مالي كبير في القطع المستخدمة.
العامل الثاني هو عامل الزمن : وخاصة من حيث كشف العطل والصيانة فعندما نتحدث عن عامل الزمن في عملية التحكم فإننا نتحدث عن زمن كشف عطل وصيانته إذ أن حدوث عطل ما في دارة تحكم كلاسيكية لمنشأة ما سيستغرق زمناًَ قد يطول أو يقصر حسب خبرة الفنيين العاملين على هذا العطل وبالتالي تأخر في كشف العطل وصيانته الأمر الذي ينجم عنه توقف كبير لخط الإنتاج وبالتالي خسارة في الإنتاج وبالتالي خسارة في المال عدا عن أن عملية التدريب للفنيين في المنشأة صعب ويستغرق وقتاً طويلاً وذلك بسبب كبر المخططات الكهربائية والصعوبة في الاستيعاب والفهم أما عند استخدام عملية الأتمتة الصناعية وذلك باستخدام منظومة العمل PLC فإنه يمكننا القيام بعملية الكشف السريع والمبكر عن مكان وجود العطل وبالتالي سرعة كبيرة في الصيانة والإصلاح الأمر الذي ينجم عنه توقف قصير لخط الإنتاج وبالتالي توفير في المال والزمن عدا عن أن تدريب الفنيين أمر بسيط وسهل وسريع لأن مخطط التحكم بسيط وقصير وغير معقد.
هذا جانب مهم والجانب الأخر الذي لا يقل عنه أهمية بل يكاد يزيده بالأهمية هو إمكانيتنا تصنيع منظومة العمل PLC ومن هنا تبرز أهمية الجهاز القابل للبرمجة متعدد الاستعمالات في مجال الصناعة.
صناعة وطنية بامتياز تتخلّص من الاحتكار الأجنبي
عند القيام بعملية الأتمتة الصناعية لمنشأة ما إن منظومة العمل PLC المتواجدة حالياً ومهما كانت فهي صناعة أجنبية ولهذا الأمر سلبيتين كبيرتين هما التحكم في التكنولوجيا من قبل الخارج والتحكم بالسعروهذا يعني أننا أسرى لتلك الشركات المنتجة التي يمكنها أن تتحكم بصناعتنا كما تشاء" .
ومن هنا تأتي أهمية هذا الجهاز الذي يمكننا القول أنه يمكن أن يعتمد عليه في عملية الأتمتة الصناعية الذي هو تصنيع محلي بحت (Software – Hardware) وبالتالي تحرُّر كامل من التبعية لأي جهة خارجية أو شركة أجنبية وبما أنه تصنيع محلي فهذا يعني أنه يتم التعامل معه على أساس الليرة السورية وليس بالدولار الأمريكي أو اليورو الأوروبي.
وعن دور الجهاز في تخليص صناعتنا من هذا الاحتكار أضاف المهندس رضوان "الجهاز يعني فريق وطني يمكنه القيام بدراسة كاملة لمشاريع الأتمتة الصناعية في المصانع والمعامل والآلات وتصنيع منظومة عمل الـ PLC بشكل محلي كامل بل وتدريب العناصر الفنية المتواجدة على رأس العمل في المنشأة, فيصبح طابع عملية الأتمتة الصناعية الهامة جداً طابع وطني بحت".
وتابع " ويمكن الارتقاء بهذا العمل بحيث يصبح وطنياً بامتياز ويمكننا أن نقول أن آفاق التطور والارتقاء بتصنيع هذا الجهاز لا حدود لها إذ أنه يمكننا تصنيعه وفق أحدث الشروط والمواصفات الصناعية ويمكننا الارتقاء بعملية برمجته بحيث يضاهي أي منتج أجنبي بامتياز هذا ما نعمل عليه ونسعى لتحقيقه ويبقى عامل الزمن بما يحويه (من دعم مالي وفني وعلمي) هو الشاهد على ما سننجزه في الأيام القادمة ".
إدارة مشجِّعة وتعاون يُعتبر سابقة من نوعها
ورداً على سؤال عكس السير عن الصعوبات والعقبات التي واجهت الاختراع أجاب الأستاذ رضوان "كانت المشكلات عبارة عن عقبات فنّية وعلمية فقط فالاختراع تم بدعم كامل من المؤسسة متمثّلة بشخص المدير العام الذي فتح لنا باباً واسعاً للإبداع والتطوير بل ومدّنا بالمعدّات اللازمة التي كان يصعب توافرها لو بقي الاعتماد على إمكانياتنا الشخصية,فالجهاز احتاج فترة طويلة وصلت إلى 4 سنوات حتى اكتمل وبدأ بالعمل وكان من الممكن لهذه الفترة ان تُضاعف لولا مساعدة السيد المدير وتشجيعه ".
ومن جهته قال مدير عام شركة اسمنت طرطوس "ابراهيم سعيد عباس " لـ عكس السير "من واجب كل إدارة أن تشجّع المبدعين وتفسح لهم مجالاً لتفجيرطاقاتهم , وذلك بكسر حاجز الخوف من الفشل لأن ما نقوم به هو تجارب علمية عملية غير قابلة للخسارة لأنها تقوم على أساس علمي".
وتابع "وهذا هو الدور الفعّال لنا في خدمة وطننا والمشاركة في نهضته وتطوُّره,فالجهاز الذي تم تركيبه مؤخراً هو واحد من سلسلة خطوات بدأنا بها منذ عدة سنوات للحد من الهدر في الإنتاج والابتزاز الذي يمارسه الغرب علينا,ولن نقف عند هذا الحد بل ننتظر من عقولنا وقوانا الوطنية العاملة الكثير".
وختم المخترعان "عبد العزيز عمر " و "رضوان احمد " بالشكر لكل من مدير عام شركة اسمنت طرطوس , و المهندس علي عطية المدير الفني والإنتاجي والدكتور المهندس فواز حسن رئيس دائرة المعلوماتية و المهندس عيسى سعد رئيس قسم التعبئة الذين اشرفوا وقدموا كل الممكن لانجاز هذا العمل.
